من المشوق أن يعيش انسان رحالة ما بين أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط لمدة ثلاثين عاما تقريبا خاصة في وقت كانت فيه وسائل التنقل هي السير علي الأقدام أو ركوب الجمال واحيانا عبر البحار ،وزيارة اكثر من ٤٢دولة لمعرفة ثقافتهم وتقاليدهم ومواجهته لخطر السفر ومغامراته العديدة والكثيرة ونقل ثقافات الدول الأخرى للعالم أنه الرحالة العربي الشهير محمد بن عبد الله بن محمد اللوائي الطنجي الملقب بابن بطوطة .
نبذه عن ابن بطوطه:-
هو رحالة ومؤرخ وهو أول من سافر حول العالم ولد في طنجة عام ١٣٠٣ميلاديا وتوفي عام ١٣٧٧ميلاديا قد بدأ رحلته مبكرا وقد كان عمره حينئذ ٢١عام وابتدأت مغامرته معتمدا بيت الله الحرام وزار قبر رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام .
مقولته الشهيره:-
وكان يصف خروجه من طنجة في قوله :-
(كان خروجي من طنجة مسقط راسي معتمدا حج بيت الله الحرام وزيارة قبر الرسول عليه افضل الصلاة والسلام منفرد عنه رفيق آنس بصحبته وراكب اكون في جملته لباعث علم النفس تسديد العزائم وشوق الي تلك المعاهد الشريفة كامن في الحيازم فحزمت امري علي هجر الاحباب من الاناث والذكور وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكور)
رحله ابن بطوطه:-
وقد وصل الي مكة عبر ساحل شمال افريقيا برا عبر سلطنة بني عبد العاد والحفصيين وزار تونس ومكث فيها قرابة ثلاثة شهور وتزوج اول مرة عروسا من مدينة صفاقس وتعددت زيجاته بعد ذلك في مختلف البقاع التي زارها ومنها الي الاسكندرية وقضي فيها مدة قصيرة يشاهد فيها معالمها قبل ان يسلك طريقه الي البقاع المقدسة وسار في الطريق المؤمنة من قبل المماليك حتي وصل مكة ويقوم بأداء فريضة الحج وقد قرر فجأة وقت عودته الي طنجة ان يقوم بالسباحة في اراضي الله الواسعة فكان يريد توسيع نطاق علمه بالبحث عن اشهر المكتبات والمعلمين في مصر وسوريا والحجاز واستطاع بعد ذلك تحقيق اهدافه العلمية والدراسية لأنه التقي بعدد كبير من العلماء والقديسين والصوفيين .
وبدأت رحله ابن بطوطه السياحية التي غامر واستمتع بها علي مر ثلاثين عاما وقطع فيها ما يقرب من تسعين الف ميل خلال مسيرته السياحية والاستكشافية مع ملاحظة انه كان يكسب عيشه وقتها من خلال السفر الي بلاد العالم حيث كان يحصل علي كثير من عطايا الحكام وهداياهم الثمينة وكذلك من عمله فهو في الاصل من عائلة معظمها قضاة وهو كاتب ايضا .
وقد تميز بحبه للاستطلاع والاكتشاف وعدم خوفه من مواجهه اي صعاب تقابله طيلة ثلاثين عاما برحلته المشوقة ثم بعد ذلك تابع المسيرة الي العراق وايران وبلاد الاناضول ثم قرر العودة لأداء فريضة الحج مرة اخري فعادا الي مكة عن طريق الحجاز وبقي فيها لمدة ٣ اعوام وسافر بعد ذلك الي الخليج العربي واليمن وجميع بلاد الخليج العربي وفي كل زيارة له الي بلد معين يؤرخ ويسجل عاداته وتقاليده حتي مأكولاته وقام بزيارة بلاد الروم ومع انصار جولته عاد الي مكة لأداء الفريضة للمرة الثالثة ثم قصد سوريا وذلك عن طريق البحر الاحمر مرورا باللاذقية ثم عبر البحر ذاهبا الي اسيا الصغرى فعبر ميناء سينوب الواقع علي البحر الاسود ووصل الي شبه جزيرة القرم .
واستمر برحلة حتي وصل الي روسيا الشرقية ثم عاد الي القرم مرة اخري لينتقل منها الي بخاري وبلاد الافغان وانتهي به المطاف ليستمر في دلهي مدة تزيد عن عامين حيث كان يعمل فيها قاضي للمذهب الملكي واكمل رحلته وصولا الي الهند الشرقية ثم عاد الي الجزيرة العربية عن طريق الهند عام ٧٤٩هجريا واستمر بالتنقل حتي عادالي بلاد فارس ثم العراق وبلاد الشام ومصر ومحافظتها الكبرى القاهرة الساحرة بجمال نيلها واعتدال مناخها ومعالمها الاثرية الساحرة والتي بها اثر كبير في كل من زارها وشرب من نيلها العظيم وشعبها الكريم الطيب بطبعه واخيرا وصل الي مكة ليقوم بالحج لرابع مرة وقرر بعدها العودة الي المغرب الأقصى في عام ٧٥١هجريا ومكث فيها مدة سنة الي انه اشتاق الي الترحال ليقوم برحلة الي غرناطة في الاندلس وحضرابن بطوطه نفسه بعد ذلك الي رحلة افريقيا المغربية وبعدها عاد الي وطنه .
وفاته:-
توفي في طنجة عام ١٣٧٧ويوجد ضريحه بالمدينة القديمة ولقد كان له قيمة كبيرة عن الغربيين حتي انهم في مقارنتهم بين رحلات ابن بطوطة الي العالم الاسلامي ورحلات ماركو باولو كان دائما النجاح والمميزات في صف ابن بطوطة لأنه كان رجلا عالما ومثقفا وقاضيا وكاتبا واجتماعيا .
كان سفره الدائم وترحاله بهدف الثقافة والاستكشاف والاستطلاع حيث التقي بجميع فئات الناس الغني والفقير حتي العلماء والملوك وتعلم منهم الكثير اما بولو فهو كان تاجرا وهو ايضا غير متعلم وكان يسافر الي البلاد بهدف تعلم طرق جديدة لارتداء الملابس ولكن اهتم بالتحدث عن نفسه وعن الناس الذين قابلهم والمراكز التي شغلها وتصميمه علي انه يتعلم ويتثقف ويستكشف ويتأمل في بلاد الله المختلفة الجميلة ودولها بمختلف الديانات واللهجات واللغات المتعددة حتي انه قام بتدوين رحلته وسماها (تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار )
وظلت رحله ابن بطوطه موضع تقدير من الباحثين والعلماء حتي وقتنا هذا.
