جزر الأميرات اسطنبول هي مجموعة متنوعة تتكون من تسع جزر صغيرة على الساحل الأسيوي للعاصمة التركية اسطنبول، حيث في بحر مرمرة بالتحديد، تنطلق العبارات العادية أو السريعة للركاب ومن أماكن مختلفة من المدينة إلى هذه الجزر الأربع المسموح فقط بزيارتها من أصل التسعة جزر الذين ذكرناهم في السابق وأسماء تلك الجزر الأربعة هي( بويوكادا، هيبيليادا، بورجازادا، كيناليادا)، وهناك باقي الجزر التسعة الغير مأهولة بالسكان أو غير ذات شعبية كبيرة مثل الجزر التي ذكرناها، فمثلاً جزيرة ” سيديفادا” مأهولة بالسكان و لكنها غير ذات شعبية كبيرة كباقي الجزر الأربعة، وكذلك جزر ( تافسان أداسي، وسيفريادا، وياسيادا) لا يوجد أي مستوطنات عليها، والجزيرة التاسعة وهي” كاسيك أداسي” هي جزيرة خاصة شهدت سجن أحد رؤساء الوزراء لتركيا في الجمهورية الأولى كما يسمونها وهو ” عدنان مندريس” والذي حكم عليه بالإعدام بعد ذلك، تلك هي جزر الأميرات تركيا.
طرق الذهاب إلى جزر الأميرات
من أحياء بوستانشي وكاديكوي وكارتال على الجانب الأسيوي ، من أحياء سيركيسي وكاباتاش على الجانب الأوروبي تنطلق تنطلق العبارات، ولا يسمح بسائقي السيارات في الجزر باستثناء الجزر التابعة للبلدية المحلية للأشغال العامة، وبالتالي يجب عليك استئجار عربة تجرها الخيل أو دراجة عادية، وفي عطلات نهاية الأسبوع تجد العديد من الأتراك يتواجدون في تلك الجزر للسباحة والتنزه والبعد عن ضوضاء المدينة حيث الهدوء والراحة والسكينة في تلك الجزر الساحرة.
قصة جزر الأميرات تركيا
يعود اسم جزر الأميرات تركيا إلى العصر البيزنطي حيث تم نفي العديد من الأميرات أو الأمراء للامبراطوريات إلى تلك الجزر وذلك مع دخول الزوارق البخارية في أواخر العهد العثماني أي تقريباً في القرن التاسع عشر ميلادي، وفيما بعد صارت تلك الجزر منتجعات شهيرة للأثرياء الذين بنوا بيوتهم الخشبية، وكانت المجتمعات اليهودية واليونانية والأرمينية جزءًا من الشريحة السكانية هنا اليوم، وتعد الأميرات اسطنبول اليوم وجهة سياحية شهيرة للرحلات اليومية وخصوصاً في فصل الصيف حيث يؤجر العديد من السكان الأصليين منازلهم كمصادر لزيادة الدخل لهم من السياحة في تلك الأماكن الترفيهية البارعة الجمال، حيث توجد العديد من الأديرة والمباني التاريخية في هذه الجزر بجانب القصور الخشبية القديمة والمبنية على الطراز الفيكتوري منذ القرن التاسع عشر.
جزر الأميرات من تقسيم
تستطيع أن تستقل سيارة خاصة إلى ميناء كابتاش حيث تستغرق المسافة من عشرة دقائق إلى خمسة عشر دقيقة بالسيارة الخاصة، وبعده يمكنك ركوب العبارات الخاصة التي تقلك إلى جزر الأميرات تركيا.
المسافة بين جزر الأميرات واسطنبول
في الحقيقة أنه إذا بحثنا عن المسافة بين جزر الأميرات وبين العاصمة التركية اسطنبول فهو يقاس بالوقت التي تستغرقه العبارات من اسطنبول إلى الجزر وهو من ساعة ونصف الساعة إلى ساعتين في الهواء النقي المنعش الخالي من الملوثات التي تحدثها يد البشر.
وفي السطور القادمة سنتناول بمزيد من التفصيل عن تلك جزر الأميرات اسطنبول التي تشتهر بالروعة والنقاء، وذلك سيكون كما يلي:
اقرأ أيضاً: السياحة في جاكرتا وأفضل الأماكن للأزواج
اقرأ أيضاً: السياحة في موريشيوس
جزيرة بويوكادا
تعتبر جزيرة بويوكادا أكبر جزر الأميرات تركيا وأكثرها شعبية من حيث المساحة حيث تبلغ مساحتها من أربعة إلى خمسة كيلو مترات، كما يبلغ عدد سكانها تقريبا من سبعة ألاف إلى ثمانية ألاف نسمة، اسمها القديم هو “برينكيبوا”، وتوجد بها بعض المباني التاريخية مثل كنيسة ودير “أية يورغي” في القرن السادس عشر و”كنيسة أيوس ديميتريوس”، وكنيسة ودير ” خريستوس”، ومسجد الحميدية الذي بناه السلطان عبد الحميد الثاني.
وعندما تستأجر إحدي العربات التي يجرها الخيل فحينها يمكنك الاختيار بين طريق طويل أو طريق قصير لزيارة الجزيرة، وفي جنوب بويوكادا الشهرة بالهدوء ووجود الغابات الرائعة المنظر بينما الجزء الشمالي منها توجد الكتلة السكانية الكبيرة والتي تقع على الرصيف لميناء الجزيرة، ولذلك فإن معظم القوارب تكون عند الطرف الجنوبي الأكثر هدوءًا وراحة واستمتاعاً لمن يرغبون في هذا الهدوء، وإن معظم اليخوت الخاصة مرساة على ذلك الطرف من الجزيرة، وتوجد على الرصيف الشمالي العديد من المطاعم والكافيهات والمتاجر، كما يمكن زيارة متحف الجزر بالقرب من الرصيف، وتفتح الشواطئ للسباحة حيث يفتح كل من شاطئ ” يوروك علي” وشاطئ ” أمير” وشاطئ “كومسال” وشاطئ “ناكيبي” للجمهور.
اقرأ أيضاً: الأماكن السياحية في لندن
جزيرة هيبيليادا
جزيرة هيبيليادا هي ثاني أكبر جزيرة في جزر الأميرات اسطنبول وكانت في عصر الدولة البيزنطية تعرف باسم ” شالكي أو خالكيتيس” وكان بها العديد من مناجم النحاس ولكنها اليوم مغلقة حفاظاً لها كحق للأجيال القادمة وهذا من قيم الدولة التركية الحديثة “ألا نستحوذ على تلك الثروات طالما يوجد طريق أخر نستفيد منه من تلك الجزر وهي السياحة”.
مباني هامة
هناك بعض المباني المثيرة للاهتمام في تلك الجزيرة مثل الأكاديمية البحرية التي تأسست عام 1773 ويقف في وسطها كنيسة مكرسة للسيدة مريم العذراء، وكذا المدرسة اليونانية الأرثوذكسية الثانوية وهي عبارة عن مبنى كبير يقع على التل الشمالي لتلك الجزيرة وفي وسطها تنتشر أشجار الصنوبر الأحمر، كما يوجد “قصر هالكي” وهو فندق شهير تم بناؤه عام 1862 لأولياء أمور الطلاب الملتحقين بالمدرسة اليونانية الأرثوذكسية، وكان قد تم تدميره وأ‘يد ترميمه وتجديده عام 1995 ولكنه مغلق الأن، وهذا مما جعلها من أشهر جزر الأميرات تركيا.
ونشير أيضاً إلى متحفين كبيرين كانوا فيما مضى منزلين لشخصين كبيرين في المجتمع السياسي التركي وهما ” منزل إينونو الرئيس الثاني للجمهورية التركية” والثاني هو منزل الكاتب الجمهوري المبكر في كتاباته حسين رحمي غوربينار”
منطقة المطحنة
وفي الجانب المواجه لجزيرة كاسيك أداسي توجد منطقة نزهة جميلة تسمى باسم منطقة المطحنة وشاطئ جميل هكذا اسمه ويوجد نادي للرياضات المائية، وهناك العديد من المسارات الطويلة والقصيرة للرحلات بين بساتين الصنوبر فوق التلال، وتصطف العديد من المطاعم والكافتيريات حول الرصيف الذي يحظى بأهمية كبيرة خلال فصل الصيف، كما تنشط الجزيرة في الشتاء أيضاً لوجود العديد من المدارس والمستشفيات.
جزيرة بورجازادا
ثالث أكبر جزر الأميرات اسطنبول، وكانت تعرف باسم بانورموس خلال فترة المد الهلينيستي في تركيا واليوم تشتهر “ببيت سايت فيك أباسانيك”
وهو كاتب قصة تركي منذ بداية القرن العشرين عاش في تلك الجزيرة وجاري في تلك الأيام تحويل بيته هذا إلى متحف أو قد تم تحويلة بالفعل، وفي كالبازان كايا المكان الذي اعتاد على زيارته كثيرا في هذه الجزيرة، وتوجد أيضاً أماكن أخرى للزيارة مثل أديرة وكنائس منذ عهد البيزنطيين ككنيسة آية يوانيس برودروموس (آية ياني)، ودير كريستوس ميتامور فوسيس، ودير آيا جورجينيوس (آيا يورجي).
ونشير أيضاً إلى نادٍ للرياضات المائية والإبحار والعديد من الشواطئ الصخرية الرائعة في منظرها والتي تثير الراحة النفسية بداخل من يتمتع بالجلوس أمام البحر فيها، ولسوء الحظ تم تدمير وإحراق غابات الصنوبر في تلك الجزيرة عام 2003، كما لا يوجد بها فنادق لقضاء الليل والمبيت فيها.
اقرأ أيضاً: السياحة في عمان
جزيرة كيناليادا
هي أصغر جزر الأميرات الذين تحدثنا عنهم في الأعلى، لديها الكثير من البيوت التي يستأجرها الناس خاصة في فصل الصيف، وتلك البيوت صممت أساسا لفصل الصيف فهي مفتوحة وتوجد بها نوافذ عديدة، ومعنى اسمها هو الحناء ( كينالي) وهذا من لونها المحمر بسبب العمليات التعدينية عن الحديد والنحاس في الماضي، ويفضل العديد من سكان أرمينيا والمجتمع الأرميني في تركيا وخارجها قضاء العطلات الصيفية في هذه الجزيرة لجمال شواطئها وروعة الجو والمناخ فيها صيفاً مثل شاطئ “أيزما”، ولا توجد عربات خيل في تلك الجزيرة للمساحة الضيقة بها ويمكن المشي في جميع الجات بها، ويوجد بها حمام سباحة للأوليمبياد العالمية، ويقع لافيها دير بناه الامبراطور البيزنطي ” رومانوس الرابع” أثناء نفيه ودفن فيه وهو دير خريستوس، وهو مبني على تلة من تلال الجزيرة، والذي يفتح فقط للجمهور يوم الجمعة من كل أسبوع.
وفي الختام عزيزي القارئ نرجوا أن نكون قد قدمنا فائدة في سردنا هذا عن جزر الأميرات اسطنبول والتي تعد قبلة للعديد من الأزواج أيضاً حيث الجو والمناظر والطبيعة الساحرة في تركيا بشكل عام.
