جزيرة قبرص هي واحدة من أكثر الأماكن جذبا ً للسياح ليس فقط في منطقة ساحل البحر الابيض المتوسط بل على المستوى الإقليمي و الدولي و ذلك نظرا ً لإمتلاكها العديد من العوامل الجاذبة للسياح و يأتي على رأسها المناطق الأثرية المتعددة بالإضافة إلي المعالم الطبيعية التي تعمل على تنشيط السياحة في قبرص بشكل كبير مع إمتلاكها لمجموعة من الفنادق السياحية المبنية على أحدث الطرازات المعمارية و المزودة بكافة سُبل الراحة و الرفاهية بالنسبة للسياح ، و فيما يلي نسرد لمتابعينا مجموعة من أبرز المناطق السياحية في جزيرة قبرص الشهيرة.
مقابر الملوك:
تعد مقابر الملوك واحدة من أهم معالم السياحة في قبرص الجاذبة للسياح سواء الأجانب او حتى المحليين فهي من المزارات السياحية الشهيرة جدا ً في جزيرة قبرص اليونانية و تقع بالقرب من مدينة بافوس القبرصية و قد تم بنائها في حقبة القرن الرابع قبل الميلاد و كانت مخصصة لدفن الموتى من الطبقات العليا في المدينة و التي كانت متمثلة في كبار الموظفين العاملين داخل الدولة و أغنى أغنياء المدينة و تم نحتها على حجر صخري كبير يقع على قمة عالية بالقرب من مدينة بافوس و يحيط بها مجموعة من المناظر الطبيعية الخلابة التي تساهم أيضا ً في جذب السياح إلي تلك المنطقة بجانب عبق تاريخها و قيمتها الأثرية الكبيرة.
حديقة كاتو بافوس الشهيرة:
حديقة كاتو بافوس هي واحدة من أهم المزارات السياحية في مدينة بافوس الشهيرة و التي تعمل على تشجيع السياحة في قبرص و رفع معدلاتها إلي حد كبير و ذلك لكونها واحدة من المناطق الأثرية في المقام الأول قبل ان تكون مجرد حديقة تقليدية حيث تحتوي على الكثير من القطع الأثرية الرومانية القديمة التي يعود تاريخ صناعتها إلي عصر ما قبل التاريخ ، حيث تضم مجموعة كبيرة من التماثيل المنحوتة على شكل الفيّلة القديمة التي اشتهرت بها الحضارة الرومانية على مر العصور و تم تطعيمها و تزويدها بمجموعة من أحجار الفسيفساء الصغيرة التي تمتاز بالألوان المُلفتة حيث تم إدراجها ضمن مجموعة الآثار التي تم تسجيلها في مجموعة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو العالمية المهتمة بالقطع الآثرية على مستوى العالم ، كما ان منطقة الحديقة بالكامل تُصنف ضمن المناطق الآثرية المفتوحة و ذلك نظراً لكون الحديقة محفوفة بمجموعة من البنايات القديمة و العتيقة و التي أشار البعض إلي أنها تنقل زائريها عبر الزمن لمئات السنوات و هو الأمر الذي تتفرّد به تلك حديقة كاتو بافوس و يجعلها تمتاز عن غيرها من الحدائق التقليدية و هو ما يجعلها مزارا ً مهما ً يسمح بتشجيع السياحة في قبرص و جذب السياح إليها.
جزيرة لارنكا:
جزيرة لارنكا هي واحدة من أكبر العوامل المُشجعة على السياحة في قبرص لكونها تمتلك نوع و لون مختلف من السياحة حيث انها مناسبة لحديثي الزواج إلي حد كبير لما تمتاز به من هدوء شديد و مناظر طبيعية خلابة و أجواء رائعة و مناخ معتدل صيفا ً و شتاءً حيث يتسم جوها بالدفئ و تمتاز رمالها الشاطئية بالنعومة الشديدة بالإضافة إلي الاشجار النخلية المنتشرة في كل مكان على شاطئها و نسبة الخضرة العالية المتوفرة بها و التي تساعد على توفير مناخ رائع عليها ، و تعد جزيرة لارنكا هي الميناء الثاني مباشرة ً في دولة جمهورية قبرص و تقع في الجهة الجنوبية منها على الشاطئ الشمالي للبحر الابيض المتوسط و الشاطئ الجنوبي لقبرص.
متحف بيريديس:
متحف بيريديس هو أحد أقدم المتاحف القبرصية على الإطلاق حيث تم إنشاءه في عام 1815 ميلاديا ً و يقع في منزل عائلة بيريديس و يحتوي على مجموعة ضخمة من القطع الآثرية القبرصية و التي يصل عددها إلي أكثر من الفين و خمسمائه قطعة آثرية يعود أصلها و صناعتها إلي العصور الحجرية الحديثة و العصور الوسطى و أخرى يرجع تاريخها إلي العصور البرونزية و التي يأتي على رأسها مصنوعات الاطباق الخزف و الأواني الزجاجية ، و يقع متحف بيريديس في مدينة لارنكا الشهيرة التي تحتوي على العديد من المعالم القبرصية المميزة.
مسجد لارنكا الكبير:
مسجد لارنكا الكبير هو أكبر و أعرق و أقدم و أشهر المساجد الموجودة في مدينة لارنكا التابعة لجمهورية جزيرة قبرص ، حيث أنه أول المساجد التي تم بنائها في دولة قبرص و كان ذلك في القرن الثاني عشر هجرياّ و ذلك إبان حكم الدولة العثمانية من جانب الأتراك حيث يعد من المساجد التاريخية في تلك المنطقة على الإطلاق و انتشرت بعض الأقاويل التي تشير إلي دفن السيدة أم حرام بنت ملحان بن خالد الأنصارية زوجة الصحابي الجليل سيدنا عبادة بن الصامت في تلك المنطقة التي تم بناء المسجد عليها ، و يمتاز مسجد لارنكا الكبير بتصميمه الفريد الذي يجعله واحدا ً من أهم التحف المعمارية الموجودة في مدينة لارنكا على وجه الخصوص بل في جمهورية جزيرة قبرص بشكل عام و ذلك لبناءه منذ فترة تقترب من الثلاثمائه عام.
قناطر كاماريس:
قناطر كاماريس هي واحدة من المناطق الآثرية التي قامت الخلافة العثمانية بتشييدها في مدينة لارنكا التابعة لجزيرة قبرص و ذلك إبان حكمها لتلك المنطقة ، حيث تم تشييد تلك القناطر الشهيرة إبان عام 1746 ميلاديا ً أي في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي ، حيث كانت وظيفتها تتمثل في إمداد مدينة لارنكا بالمياة من خلالها على حدود البلدة حيث استمرت في إمداد لارنكا بإحتياجاتها الأساسية و الضرورية اليومية من المياة منذ بدء تشييدها و حتى عام 1930 ميلاديا ً أي ما يقرب من قرنين من الزمان ، و كان الوالي العثماني التركي على جمهورية قبرص بكير باشا هو من أصدر فرمان و قرار إنشاء تلك القناطر في بلدة لارنكا و تحتوي على مجموعة من العيون يصل عددها إلي ثلاثة و ثلاثون عينا ً لا تزال جميعها بحالة فوق الممتازة من الناحية المعمارية مما يجعلها واحدة من أبرز المناطق الآثرية الجاذبة للسياحة في قبرص حتى الآن.
قلعة لارنكا:
تم إنشاء قلعة لارنكا الشهيرة في القرن الثاني عشر الميلادي و ذلك طبقا ً لأغلب الاحصائيات التاريخية التي تم إجرائها في قبرص ، و كانت تستخدم تلك القلعة في بادئ الأمر في الدفاع عن الساحل الجنوبي للجزيرة على ساحل البحر الابيض المتوسط المواجه لها ثم تم إستغلاله و إستخدامه كسجن في وقت لاحق ، يبلغ ارتفاع قلعة لارنكا حوالي أربعة أمتار عن سطح الارض ، كان ميناء جنوة هو الميناء الرئيسي و الأساسي لدولة قبرص و عند إحتلاله تم إستخدام القلعة لحماية مدينة لارنكا لكونها اصبحت الميناء الرئيسي بدلا ً من جنوة حيث تعد مدينة لارنكا من أهم المدن الموجودة على ساحل البحر المتوسط و أثبتت الدراسات أنها مأهولة و مشغولة بالسكان بداية من القرن الثامن قبل الميلاد و تم تأسيسها تحت يد أشنس ، و فقدت القلعة أهميتها بعد احتلالها من جانب الألمان في الحرب العالمية الاولى إلي ان تم تحريرها من جانب الانجليز و تم تحويلها إلي متحف بعد استقلال قبرص و هو ما جعلها واحدة من الآثار التي تساهم في تشجيع السياحة في قبرص.